تأثير وسائل الاعلام علي الاطفال

وسائل الإعلام و تأثيرها علي الأطفال

اصبحت وسائل الاعلام شئ اساسي في حياتنا اليومية و يتابعها الصغار قبل الكبار فنجد بعض الآباء يفضلون ترك اولادهم الصغار امام تلك الوسائل الي حد قد يصل الي ساعات طويلة يوميا متناسيين ان تلك الوسائل لها بعض الاضرار علي هؤلاء الاطفال فبالرغم من وجود بعض الايجابيات فهي أيضا لها تأثيرات بالسلب عليهم و عند جلوسهم امام تلك الوسائل لوقت طويل فأنهم يحاكون شخصيات في تلك الوسائل و يقلدونها دون وعي بل و يكتسبوا افعالا و اقوالا قد لا تليق ببعض الاسر و هذا بسبب تأثيرها عليهم,و هنا سأتناول تأثير تلك الوسائل علي الأطفال علي عدة مواضيع.


ý      اولا تأثير التليفزيون:

يعتبر التليفزيون من أكثر وسائل الإعلام تأثيراً في الأطفال، حيث يقضي الكثير من الأطفال ساعات طويلة أمامه يوميا محاولين تقليد كل ما يصدر منه، ومن الملاحظ أن الأسرة حين تترك إبنها فريسة لهذا الجهاز فإنها تضعه أمام تأثيره القوي بالصوت والصورة، بكل ما يحتوي على مشاهد عنيفة ومخلة بالأخلاق، وقد أثبتت الدراسات أن برامج الأطفال تظهر مشاهد عنف أكثر بـ( 50- 60مرة ) من برامج الكبار ولا يخلو الأمر من أفلام الكرتون التي تتضمن أكثر من 80 مشهد عنف في الساعة. ويتوقف تأثير التليفزيون على الأطفال على عدة عوامل منها: عدد الساعات التي يشاهد فيها الطفل التليفزيون، وعمر الطفل وشخصيته، وهل الطفل يشاهد التليفزيون بمفرده أو بصحبة الأم أو الأب، ومدى مناقشة الأم والأب للطفل لما يراه في التليفزيون. 
فمن خلال ملاحظة عدد الساعات التي يقضيها الأطفال في مشاهدة البرامج المليئة بالعنف، وعدد الأعمال العدوانية التي يرتكبونها فيما بعد، يمكننا التأكيد بأن العنف من خلال التلفزيون يزيد المشاعر العدوانية للأطفال بنسبة تتراوح بين 5 - 10% أياً كان الوسط الاجتماعي المنحدرين منه أو المستوى التعليمي الذي وصلوا إليه أو سلوك آبائهم معهم.
ومع التأكيد على مخاطر مشاهد العنف وما تسببه من تجريد للمشاعر وإيجاد مناخ مليء بالمخاوف فإن الأطفال والمراهقين ينقلون عادة إثارتهم وعنفهم إلى مدارسهم في اليوم التالي، أو يشاهدون كوابيس ليلية أثناء نومهم. ويمكن أن تنتهي الأمور بمأساة فعلية عندما يرغب هؤلاء في تنفيذ أو تقليد ما شاهدوه من جرائم تنفذ على شاشة التليفزيون.
وقد أشارت نتائج إحدى الاختبارات التي أجريت على الأطفال الذين يشاهدون التليفزيون لساعات طويلة، أنه كلما كان عدد الأفلام المشاهدة أكثر، كلما كان تقييم الطفل لدرجة العنف والصور الإجرامية ضعيفاً، حيث يشعر بالتبلد الانفعالي تجاه ما يشاهده من مناظر عنف.
وتتعدد تأثيرات التليفزيون على الطفل ما بين إيجابيات وسلبيات، فمن الآثار الإيجابية للتليفزيون:

-        التعرف على الثقافات المختلفة والأحداث التي تدور في العالم الخارجي.
-        مساعدة الطفل على تحصيل دروسه بمشاهدة البرامج التعليمية التليفزيونية.
-        الحصول على أكبر قدر من المعلومات وتكوين شخصية ثقافية من خلال مشاهدة البرامج الثقافية.
-        التعرف على مختلف أنواع الفنون وأشكال الموسيقى المختلفة.
-        قضاء وقت مع العائلة لمشاهدة البرامج التلفزيونية ومناقشتها.
-        يتعلم من خلال مسلسلات الكبار نسيج الحياة الاجتماعية والعلاقات بين الناس.
-        زيادة فى الحصيلة اللغوية والمفردات والمعاني.

لكن كل ذلك لا يمنع من أن للتليفزيون آثارا سلبية على الأطفال:
-        التلفزيون يزيد من السلوك العدواني والعنف لدى الطفل.
-        مشاهدة أفلام الأكشن ومشاهد العنف تجعل الطفل يشعر بالخوف، وتصيبه بتبلد المشاعر، كما أنها تقلل من رغبة الطفل في الحياة.
-        مشاهدة التلفزيون لساعات طويلة من أهم أسباب إصابة الأطفال بالسمنة المفرطة لإن الإعلانات التلفزيونية تؤثر على الطفل وتجعله يتعلق بالأطعمة السريعة المضرة لصحته.
-        المشاهد ذات الإيحاءات الجنسية في الأفلام أو الأغاني المصورة تفسد أخلاق الطفل في سن مبكرة وتضر بصحته ونموه العقلي والمعرفي فنحن نشاهد الان الكثير من أفلام الكارتون قد أصبحت كأنما فلم سينمائي رومانسي فأصبحت تحتوي على علاقات الحب والمشاهد الحميمه مما يؤدي الى انحراف الأطفال في سن مبكر.
-        التليفزيون يحد من الابتكار، حيث أثبتت الدراسات العلمية أن مشاهدة التليفزيون تؤثر سلبا على مستوى التحصيل الدراسي للطفل.
-        التلفزيون ينمي بعض السلوكيات الخاطئة لدى الطفل، مثل: التدخين، والإدمان، واستخدام العنف كوسيلة للحصول على ما يريد.
-        التأثير على العقيدة والدين لأن معظم الجهات المسؤولة عن إنتاج أفلام الكرتون هي يابانية أو أمريكية.
-        إرهاق العينين والتعب الجسدي نتيجة الجلوس الطويل بشكل غير مريح.
-        قتل الخيال عند الأطفال لوجود الأفلام الخيالية .
-        التليفزيون يؤدي للعزلة عن الآخرين باعتبارالتليفزيون بديلاً عن الوسط الاجتماعي المحيط .

v    ماذا نفعل للتخفيف من الآثار السلبية للتلفزيون على الأطفال؟

علي الاباء ان يكونوا حذرين عند مشاهدة اطفالهم للتليفزيون و عدم تركهم لوحدهم يشاهدونه بل عليهم بمتابعة المحتوي الذي يشاهده الطفل و يمكن ان يناقشوا الاطفال فيما يعرض عليهم و هل هذا يليق بهم ام لا ويمكن اتباع طرق اخري للتقليل من الاثار السلبية للتليفزيون باتباع ما يلي:

-        اختيار البرامج التي يشاهدها الطفل بعناية مع تحديد عدد ساعات معينة يسمح للطفل أثناءها مشاهدة التليفزيون، ومراقبة الطفل عند مشاهدته للتليفزيون مع مناقشته في كل ما يشاهده و يمكن تقليل عدد ساعات المشاهدة من ساعة الي ساعتين يوميا.
-        التقرب للطفل ومحاولة التعرف على طريقة تفكيره.
-        تشجيع الطفل على قراءة القصص والكتب المختلفة من خلال القراءة له باستمرار من سن مبكر.
-        تشجيع الطفل على تربية الحيوانات الأليفة والاعتناء بها، بحيث لا تصبح مشاهدة التليفزيون هي وسيلة الترفيه الوحيدة أمام الطفل.
-        تشجيع الطفل على الاشتراك في بعض الألعاب الرياضية الجماعية التي تنمي فيه روح الفريق وروح التعاون مع الآخرين.
-        تعليم الطفل السلوكيات الاجتماعية الصحيحة وكيفية مواجهة المشاكل بشجاعة.
-        التقليل من مشاهدة الأفلام التي تحتوي على العنف والأكشن مع عدم تعرض الطفل إلى النشرات الإخبارية بكل أحداثها الدموية.
-        شرح الأساليب السينمائية المستخدمة لتنفيذ مشاهد العنف والأكشن للطفل، وتوعية الطفل بأن كل هذه المشاهد غير حقيقية
-        أجب عن أسئلة الأطفال التي تدور في أذهانهم حول ما يستجد عليهم من مفاهيم شاهدوها، وصحح معتقداتهم الخاطئة.
-        لا تجعل الطفل يلجأ الي التليفزيون او الكمبيوتر في وقت الفراغ بل اصرف نظرة الي اشياء اخري كالتلوين او القراءة و كل هذا حسب عمر الطفل.
-        ضع الكثير من الكتب والمجلات والعاب الطفل في غرفة التلفزيون لتشد انتباهه إليها .
-        لا تضع التلفزيون في غرفة نوم الطفل .
-        قم بإخراج الطفل من المنزل في عطلة نهاية الأسبوع لممارسة الرياضة والفسحة .
-        كن قدوة لطفلك بعدم مشاهدة الكثير من البرامج .
-        قم بتسجيل قائمة لبرامج التلفزيون المفيدة وأوقاتها .
-        قم بتشفير القنوات المحظورة.

بعض الدراسات التي تتحدث عن الآثار السلبية للتليفزيون

v    وفي دراسة أقامتها المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم حول اثر برامج الأطفال في التلفزيونات العربية، وانتهت تلك الدراسة إلى نتائج نذكر منها :

-        معظم البرامج الموجهة للأطفال في التلفزيونات العربية تم إنتاجها في الدول الأجنبية وبشكل خاص الرسوم المتحركة وهي من أهمها جذباً للأطفال.
-        ندرة الأفلام والمسلسلات العربية التي تعالج قضايا ومشكلات الطفولة في الدول العربية.
-        ندرة الأفلام والمسلسلات العربية التي تتناول الشخصيات الإسلامية الشهيرة المرتبطة بالتراث العربي الإسلامي.
-        عدم الاهتمام بتبادل برامج الأطفال بين الدول العربية.

v    وفي دراسة حول التلفزيون والتنشئة الاجتماعية,حذرت دراسة محلية من مخاطر مشاهدة الأطفال والناشئة للبرامج والمسلسلات الأجنبية التي تبث عبر القنوات التلفزيونية المحلية او الفضائيات الأجنبية التي أصبحت تسيطر في السنوات الأخيرة، على اختيارات المشاهد رغم ما فيها من ثقافة غربية وتقاليد مناقضة لقيم المجتمع العربي المسلم وتقاليده.
 
فقد اهتم الدين الإسلامي بالطفل أهتماماً كبيراً وحمل الوالدين مسؤولية تربية أبناءهم بالدرجة الأولى .قال تعالى ((يَا أَيُّهَا اللذين آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَو قال المفسرون في الآية :أن يؤدب المسلم نفسه وأهله فيأمرهم بالخير وينهاهم عن الشروحمل الإسلام الآباء ضلال الأبناء فقال صلى الله غليه وسلم "ما من مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه ،أو ينصرانه ، أو يمجسانه ".متفق عليه
فبالرغم ما للشاشة الفضية من تأثير عظيم لما تزخر به من ألوان وصور باهرة وبرامجها التي لا تعد ولا تحصى فإنها تحمل ما يكدر الحاضر ويسبب المشاكل المتعددة سواء للأطفال أو المراهقين أو الكبار أوعلى الدين و الأخلاق والعلاقات الأسرية .

v    وقد أكدت كثير من الدراسات الأجنبية على التأثير السلبي للتلفزيون على الأطفال
وقد نشرت مجلة " دورية تطور الطفل " دراسة بأن المراهقين الذين يشاهدون التلفزيون لأكثر من ثلاث ساعات في اليوم يواجهون احتمال الرسوب في الدراسة أكثر من غيرهم وهم أكثر عرضة للاضطرابات في السلوك وصعوبات في التركيز والميل للدراسة .(شبكة النبأ المعلوماتية : 2007م(.
مما يؤكد أن مشكلة تأثير التلفزيون السلبي على المراهقين من المشكلات التي تجاوزت الحدود الوطنية للدول ، . مع وجود أكثر من 1200  قناة فضائية ندرك أن المشكلة كبيرة وتزاد أكثرا اذا علمنا أن الأطفال في السعودية تصل نسبتهم إلى (62%) حسب تعريف الأمم المتحدة للطفل )كل إنسان لم يتجاوز الثامنة عشر ) . وفي العالم العربي مائة مليون طفل أي أن الضرر الذي يقع عليهم بما يعادل نصف المجتمع وهم سيكونون عماد الأمة بعد أقل من 20 سنة حينما يتسلمن العمل ويصبحن ربات وأرباب الأسر بما يستوجب أن يكون في حالة عقلية ونفسية مناسبة وإلا تعرض المجتمع إلى أزمات خانقة لا تحمد عقباها خاصة وأن تأثير التلفزيون يتعدى إلى تكوين شخصيته في بلوغه .

v    و في دراسة ايطالية
وجد باحثون إيطاليون أن الأطفال الذين حرموا من مشاهدة التلفزيون لأسبوع واحد شهدوا زيادة في مستويات هرمون الميلاتونين الذي يمنع البلوغ المبكر بحوالي (% 30)


v    وصايا منظمة الأطفال والعائلة الكندية للوالدين

قدمت منظمة الأطفال والعائلة الكندية الوصايا التالية للوالدين فيما يتعلق بمشاهدة التلفزيون :
-        تأكد من أن طفلك يشاهد برامج تألفها، وانتبه أكثر للتأكد من الطفل لا يشاهد برامج عنف وجنس ولغة عدوانية.
-        ناقش مع طفلك القيمة التعليمية للبرنامج : أهمية المشاركة والعطاء والحب وبرامج مثل Sesame street  (عالم سمسم) ستكون مفيدة جداً في المساعدة لنمو الأطفال واستخدم النشاطات لمتابعة ما تقدمه هذه البرامج.
-        انتبه  لما تقدمه أنت كمثال للطفل وتحقق بأنك والداً  له  ستقدم له المثال حيث يتعلم الأطفال كثيراً من القيم والأفكار من الوالدين، كذلك تأكد من أن تشرح قواعد مشاهدة التلفزيون في المنزل وخصوصاً أولئك الذين يعتنون بالأطفال كالمربيات والأجداد.
-        حدد مشاهدة التلفزيون يومياً لمدة ساعة أو أقل لمرحلة ما قبل المدرسة ولساعتين أو أقل لمراحل المدرسة الأولى. واستخدم الوقت الآخر المتاح لتعليم الأطفال مهارات أخرى مثل القراءة والكتابة وزيارة المتاحف وحدائق الحيوانات الخ… .
-        منح الأطفال الكبار الفرصة لبرمجة مشاهداتهم الأسبوعية للتلفزيون بشكل مسبق ولكن على الوالدين أن يشرفا على اختياراتهم، وامنح طفلك الثناء على اختياراتهم الجيدة وشجعه لكي يقوم بنقل وتحليل ما يشاهده في التلفزيون.
-        ساعد طفلك لفهم الفروق بين الحياة والواقع، وناقش معه واشرح له الأسباب التي تحول دون مشاهدته بعض البرامج، واستغل هذه الفرصة لتربية الطفل الذي يعي القيم التي تراها هامة.
-        حدد موعد نوم طفلك ولا تبدله بناء على برنامج التلفزيون وإذا كان برنامج يهمه يأتي بعد نومه سجله له على شريط فيديو.
-        ناقش مع الأطفال الإعلانات التي تحاول تصديق الألعاب والمنتجات وساعده في التعرف على تكنيكات ومبالغات الإعلان.
-        اقفل جهاز التلفزيون أثناء تناول وجبات الطعام وعند وجود الزوار وأثناء الدراسة ولا تستخدمه صوتاً خلفياً.
-        ضع قانوناً في المنزل وهو الانتهاء من الواجبات قبل مشاهدة التلفزيون.
-        عبر عن دعمك  للتلفزيون الجيد
-        دافع عن البرامج التلفزيونية المسؤولة.
لكل مرحلة برنامج :
·         ولكن هل يدرك الأطفال الصغار ما يدور في جهاز التلفزيون من أحداث ؟ يقول أحد الباحثين : حتى الأطفال الصغار يدرِكون أدق الأحداث ، ولكن قد تتفاوت من مرحلة إلى أخرى .
·         فالأطفال من سن ستة أشهر ، وحتى سنة يحبون مشاهدة الأحداث المتكررة في برامج التلفزيون ، وعلى هذا فتعتبر إعلانات التلفزيون المختلفة مع تكرارها البرنامج المفضل لدى هذه المرحلة من العمر .
·         أما الأطفال في سن عامين ، فيبدءون بإدراك الخط العام للقصص الصغيرة ، والأطفال بين العامين والثلاثة أعوام ، تكون لديهم البديهة الجيدة لتفهم الوضع الإجمالي حولهم .
·         والأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة ، أي في سن الرابعة من العمر ، تكون لديهم القدرة على جمع كثير من الأحداث في آن واحد ، دون ترتيب لما يسمعونه أو يشاهدونه .
·         لذلك يمكنك مساعدة طفلك في ربط أحداثِ التلفزيون ، ما بين الماضي والحاضر ، والتحرك معه من حدث إلى آخر ، ومن مشهد إلى مشهد .
فك الألغاز :
·         يجب متابعة الطفل في تفهم الأحداث ، ومساعدته في التفاعل معها ، وبالصورة الصحيحة .
·         إن التحول من شكل ومشهد إلى آخر يجب الوقوف أمامه ، وترجمته للطفل أولاً بأول ، حتى تصل المعلومة إلى ذهنه ، وإلى خياله ، بالصورة الصحيحة دون خلط ، فمثلاً ، قصص الأطفال ، نرى أنها مكتظة بالأحداث ، كما أنها تنتقل من حدث إلى حدث بسرعة خاطفة .
وهذا التفسير ، أو ما نطلق عليه كلمة ( الترجمة ) هو شيء مهِم ، لأن الأطفال يحتاجون إلى تعلم الفن التكتيكي لمشاهدة أحداث التلفزيون ، كي يستوعبون مثل هذا التغير .
·         أما مدة مشاهدة الطفل لجهاز التلفزيون فإنها تختلف من مرحلة إلى أخرى ، فالطفل في سن الرابعة من العمر ، قد يشاهد التلفزيون أربع ساعات يومياً ، أما الأطفال الصغار فقد يشاهدونه اكثر من ذلك .
تأثير التلفزيون :
·         في مؤتمر دولي للطفل ، أقيم في إحدى جامعات ( لندن ) ، تحدث أحد الباحثين الذين حضروا ، بأن لديه طفل يبلغ من العمر سنة واحدة حيث قال : إن جهاز التلفزيون مشكلة كبرى ، بمعنى أن له من السلبية والخطورة ما يؤذي الطفل .
·         والبعض الأخر من الباحثين يركزون على الأطفال أنفسهم ، وعلاقاتهم بالتلفزيون ، وعندما نبدأ في وصف ، أو تسجيلِ ما يدور في عقل الطفل حول هذا الجهاز ، فسوف نجد أن عقله مملوء بأشياء قد لا نتخيلها .
·         فالأطفال الرضع يتحولون إلى جهاز التلفزيون باعتبار أن فيه قوة خلاقة ، خفية ، مجهولة ، تكمن في حركة الأشخاص داخله ، فالطفل من ابن يومين ، وحتى سن الست سنوات ، يبدأ في رؤية مثل هذا العمل الإعجازي ، ويبدأ في التفكير مليا ويتساءل : ما الذي على الشاشة ؟ ومن أين جاء ؟
·         ويقول أحد الخبراء في ( لندن ) : إن الأطفال في سن 12 شهرا يقلدون ما يشاهدونه أو يسمعونه على شاشة التلفزيون ، ولكن أيهما أكثر ضرراً : أشعة التلفزيون ، أم ضوء الفلورسنت ؟
·         سئل أحد أطباء العيون عن تأثير مشاهدة التلفزيون على إبصار الطفل ، فقال : إنه من الطبيعي على الأم أن تقول انه من الخطورة الكبرى مشاهدة الطفل للتلفزيون مدة طويلة ، وخصوصاً إذا شاهده عن قرب ، وذلك خوفاً على مدى إبصاره .ولكن الجواب الأصوب هو : إن الأطفال الرضع والصغار منهم سوف لا يتضررون من هذا وذاك ، بسبب تركيزهم المحدود ، فكلما اقترب الشخص من الشاشة ، كلما تكيفَت العضلات المحيطة بالعين لمراقبة التلفزيون ، وكلما بعد الشخص عن الشاشة كلما قلت درجة تكيف العين .
·         والأطفال لهم درجة كبيرة من تكيف لأشعة التلفزيون ، وليست هناك أي مشكلة ، ومن ناحية أخرى نجد أن الأمهات يكن قَلقَات تجاه انبعاث أشعة ضارَّة من الجهاز .
·         فيقول أحد الخبراء المتخصصين في طب العيون : إنه بعد كل القياسات التي تم إجراؤها ، تبين أن الأشعة الخارجة من التلفزيون تعتبر ضئيلة جداً ، إذا ما قيست بالأشعة الخارجة من ضوء الفلورسنت ، أو الشمس .
·         ويرى المتخصصون أن هناك واجباً على أولياء الأمور تجاه أطفالهم ، خاصة الأمهات ، إذ عَليهِنَّ اتِّباع بعض الإرشادات التي يمكن تلخيصها بما يأتي :
الأول :
·         اختاري البرنامج التلفزيوني طِبقاً لعمر طفلك ، فالأطفال يحبون الألوان الفاتحة ، والحركة ، والصوت ، كما أن الأطفال الصغار يميلون إلى القصص البسيطة ، والأشياء التي تتناسب مع ظروف حياتهم المعيشية .
الثاني :
·         اختاري برامج تلفزيونية متنوعة ، مثل برامج الرسوم المتحركة ، أو برامج مسلّية أخرى ، فكل هذه البرامج وضعت خصيصاً للأطفال في سن الرابعة .
الثالث :
·         عندما تشاهدين مع طفلك برنامجاً تلفزيونياً ، حاولي أن تساعديه في أن يتفاعل حسيا مع ما يشاهده على الشاشة ، وحاولي أن توضحي له علاقة ما يقدمه التلفزيون بحياتنا اليومية .
الرابع :
·         لا تشعري بالذنب تجاه استخدامك لجهاز التلفزيون ، واعتباره الجهاز الذي يلهي طفلك بعيداً عنك ، عندما تؤدين أي عمل خاص بك ، من حين لآخر ، ولكن ضعي طفلك أمام التلفزيون عندما تقرئين مثلاً .
الخامس :
·         لا تشاهدي كل البرامج التلفزيونية الخاصة بك ، بدون برنامج مسل  يناسب طفلك ويناسبك .
السادس :
·         إذا لم تكوني بجوار طفلك أثناء مشاهدته التلفزيون ، فحاولي أن تقدمي له البرنامج الذي يساعده ، وينمي ذاكرته ، وقدرته العقلية .
السابع :
·         حاولي أن تساعدي طفلك كي يكون ناقداً لما يراه ، واختاري له البرامج التي تناسبه .
التلفزيون والعنف :
·         هل يزيد التلفزيون من عنف طفلك ، عندما يشاهد فيلما فيه القتل ، وسفك الدماء ؟! ألا يعتبر هذا الفيلم حقيقة تؤثِّر في حياته بصورة عكسية ؟ وتقلب هدوءه إلى ثورة ؟ وتزيد من عنفه ؟ حيث يُقلِّد ما يسمعه أو يشاهده ؟
·         يقول أحد الباحثين : إن الأطفال عندما يشاهدون فيلماً فيه الإجرام ، وسفك الدماء ، لا ينقلونه إلى وُجدانهم بصورة أوتوماتيكية ، على أنهم سَفَّاحون ، أو سفَّاكون للدماء ، ويجب أن نسأل أطفالنا : هل يفصلون بين الواقعية والمزاح ؟ .
ويقول هذا الباحث : إن ابني - وهو ابن اثني عشر شهراً - يعرف جيداً بين المباراة الكرويَّة ، والحقيقة ، فالعنف تجاه الكُرَة في الملعب ، يختلف عن العنف تجاه الإنسان نفسه .
رأي الأديان السماوية
رأي الدين الاسلامي في حكم مشاهدة الاطفال للتليفزيون و بالأخص الرسوم المتحركة:
1- تزوّد الطفل بمعلوماتٍ ثقافيةٍ كبيرة وبشكلٍ سهلٍ محبوب : فبعضُ أفلامِ الرسوم المتحركة تُسلِطُ الضوءَ على بيئاتٍ جغرافيةٍ معينة ، والبعضُ الآخر يسلطُ الضوءَ على قضايا علمية - كعمل أجهزةِ جسم الإنسان المختلفة - ، الأمر الذي يُكسِبُ الطفلَ معارفَ متقدمة في مرحلةٍ مبكرة .
2- تنميةُ خيالِ الطفل ، وتغذيةُ قدراتِهِ ، وتنميةُ الخيالِ من أكثر ما يساعدُ على نموّ العقل ، وتهيئتهِ للإبداع ، ويعلّمهُ أساليبَ مبتكرةً ومتعددةً في التفكيرِ والسلوك .
3- تعليم اللغةِ العربيةِ الفصحى والّتي غالباً لا يسمعُها الطفلُ في بيته ولا حتى في مدرسته ، ومن المعلومِ أنّ تقويمَ لسانِ الطفلِ على اللغةِ السليمةِ مقصدٌ من مقاصدِ العلمِ والتربية .
يقولُ ابنُ تيمية في "اقتضاء الصراط المستقيم" (1/207) :
" واعلم أنّ اعتيادَ اللغةِ يؤثرُ في العقلِ والخلقِ والدّين تأثيرًا قويًا بيّنًا ، ويؤثرُ أيضًا في مشابهةِ صدرِ هذه الأمةِ من الصحابةِ والتابعين ، ومشابهتهم تزيدُ العقلَ والدّينَ والخُلُق ، وأيضًا فإنّ نفسَ اللغة العربية من الدّين ، ومعرفتُها فرضٌ واجبٌ "
4- تلبيةُ بعضِ الحاجاتِ والغرائزِ النفسيةِ النافعة : كالرحمة والمودة وبرِّ الوالدين والمنافسة والسعي للنجاح ومواجهة التحديات . . . . وغير ذلك كثير من المعاني الإيجابيةِ التي يُمكنُ غرسُها في ثنايا حلقاتِ أفلامِ الكرتون .
وهناك أيضاً مجموعة من السلبيات المترتبة على مشاهدة هذه البرامج :
1- السلبياتُ المترتبةُ على مشاهدةِ التلفاز بشكلٍ عام ، وهي سلبياتٌ كثيرة ، منها : الإضرارُ بصحةِ العينين ، وتعويد الكسل والخمول ، وتعويد التلقي وعدم المشاركة ، وبذلك تعيقُ النموَّ المعرفيّ الطبيعيّ ، وذلك أنّ العلمَ بالتعلمِ والبحثِ والطلب ، والتلفاز ينتقلُ بالمتابع منَ البحثِ إلى التلقي فقط ، كما أنّ في متابعةِ التلفازِ إضعافًا لروحِ المودةِ بينَ أفرادِ الأسرة ، وذلك حين ينشغلونَ بالمتابعةِ عن تبادلِ الحديثِ مع بعضهم البعض .
يقولُ ابن القيم في معرض الحديث عما يجب على الولي من التربية في "تحفة المودود" (241) :
" ويُجنبهُ الكسلَ والبطالةَ والدعةَ والراحةَ ، بلْ يأْخذهُ بأضدادها ، ولا يُريحهُ إلا بما يجمُ نفسَهُ وبدنه للشغلِ ، فإنّ الكسلَ والبطالةَ عواقبُ سوءٍ ، ومغبةُ ندمٍ ، وللجدّ والتعبِ عواقبُ حميدةٌ ، إمّا في الدنيا ، وإما في العُقبى ، وإمّا فيهما ".
2- تقديمُ مفاهيم عقدية وفكرية وعمليّة مخالفة للإسلام : وذلك حين تنغرسُ في بعضِ الأفلام مفاهيمُ الاختلاط والتبرجِ المحرّم ، وبعضُ أفلام الكرتون مثل ما يُعرَف بـِ (توم و جيري) تحوي مفاهيمَ محرفةً عن الآخرة ، والجنة والنار والحساب ، كما أنّ بعضَها يحتوي قصصًا مشوَّهةً للأنبياءِ والرسل ، وبعضُها الآخر يحتوي على سخريةٍ من الإسلامِ والمسلمين ، وأفلامٌ أخرى (مثل ما يعرف بـ البوكيمون) تحوي عقائد لدياناتٍ شرقية وثنية . . . . وغير ذلك كثير , وإن لم تحملْ ما يخالف الإسلام مخالفة ظاهرة ، فهي تحملُ في طيّاتها ثقافة غربيةً غريبةً عن مجتمعاتِنا وديننا .
يقول الدكتور وهبة الزحيلي في "قضية الأحداث" (6) :
" أمّا برامجُ الصغارِ وبعضُ برامجِ الكبار ، فإنها تَبثّ روحَ التربيةِ الغربية ، وتروّجُ التقاليدَ الغربية ، وتُرغّبُ بالحفلات والأنديةِ الغربيةِ " انتهى .
ومن التّأثر المقيت بهذه الثقافة ، اتخاذ القدوة المثالية الوهمية ، بدلاً من أن يكون القدوة هو الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه والعلماء الربانيين والمجاهدين ، فتجدُ الأطفالَ يقلّدون (الرجل الخارق Super man) و( الرجل الوطواط Bat man ) و (الرجل العنكبوت SPIDER MAN) ونحو ذلك من الشخصياتِ الوهمية التي لا وجود لها ، فتضيعُ القدوة في خضم القوةِ الخيالية المجردة من الإيمان.
بعد تبيّن هذه الإيجابيات والسلبيات ، يبدو الموقفُ الشرعيّ بعدَ ذلك واضحًا إن شاءَ الله تعالى ، فكلما وجدت السلبياتُ أكثر اقتربَ الحكمُ إلى التحريمِ أكثر ، وما أمكنَ فيه تجنبُّ هذه السلبيات اقتربَ إلى الجواز ، وهذا يدلنا على ضرورةِ السعي لإيجاد شركاتِ إنتاجٍ لأفلامِ الكرتونِ الإسلاميةِ ، بحيث تُغرَسُ فيها جميعُ الفضائل ، وتُنفَى عنها جميع المضار والرذائل .

الموقف المسيحي:
 حكمـة وتمـييز بعيداً عن كل مثالية دعت الكنيسة وتدعو في تعاليمها حول استخدام وسائل الاعلام الاجتماعيّ الى موقف واضح وناضج من الاستخدام، خاصة المتكرر واليومي لهذه الوسائل. البابا يوحنا بولس الثاني يدعونا في رسالته الأخيرة "العائلة ووسائل الاتصال" كأهل ومربين ليكون عندنا موقف "حكمـة وتميـيز". من أحد صفات الحكمة هي اقتناء القيّم في الحيـاة، فلنقرأ هذا المقطع من الرسالة الى أهل فيلبي لعله ينير دربنا:
فكل ما كان حقّاً وشريفاً وعـادلاً وخالصاً ومستحبّـاً وطيّب الـذكر ومـا كـان فضيلـةً وأهلاً للمدح،كل ذلـك قـدروه حقَّ قـدره."
 (
فيلبي 8:4)  أما عن التمييز فهو بعد الاقتناع بالقيم أن أختار مواقف تؤثر فعلاً على حياتي.
      
من التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيّـة
 التلفزيون موجود في بيوتنا وأولادنا هم أمانة بين أيدينا. صحيح أن التلفزيون مصدر خصب للمعلومات، وملقنًا للأطفال لكيفية التعامل مع المشكلات اليومية، وأحيانًا مساعدًا على شرح دروسهم المدرسية، ومؤنسًا لهم حين ينشغل الأهل عنهم، ولكن إذا كانت حاستا السمع والبصر لا تتوقفان عن العمل طوال مشاهدة التلفزيون، فإنه لا يشبه في شيء خروج الطفل مع أهله إلى حديقة يلعب بالرمال والطين بيديه، فيستخدم حاسة اللمس، ويشم الزهور والرياحين فيستفيد من حاسة الشم، ويستمتع بالهواء الطلق، ولا تنظر رقبته في اتجاه واحد، بل في كل اتجاه، ويرى نور الشمس عند شروقها، وساعة الظهيرة، وعندما تحمر في ساعة الغروب، بدلاً من ألوان التلفزيون، ويسمع صوت البلابل على الطبيعة، وخرير الماء، فتطرب أذناه، ويتعلم التعامل مع الآخرين من خلال التجربة الفعلية، وليس بناء على وصفة نظرية تصلح لفرد وتفشل مع آخر.
عن استخدام وسائل الاتصال الاجتماعيّ في كتاب التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكيّة
2493- لوسائل الاتصال الإجتماعيّ، في المجتمع الحديث، دور خطير في الاعلام وتعزيز الثقافة والتنشئة. يتنامى هذا الدور بفعل التقدم التقني وشمول الأخبار المنقولة وتنوعها، والتأثير الحاصل في الرأي العام.
2496- تستطيع وسائل الاتصال الاجتماعيّ (وعلى الخصوص الوسائل الجماهيرية) أن توّلد عند مستعمليها شيئاً مـن انعدام النشاط، فتجعلَ منهم مستهلكين للرسالات والمشاهد على غير حذر. فعلى هؤلاء أن يفرضوا على أنفسهم الاعتدال والنظام إزاء الوسائل الجماهيرية. وعليهم أن يكونوا لأنفسهم ضميراً مستنيراً ومستقيماً ليقاوموا بسهولةٍ أكبر التأثيرات الأقّل صلاحاً.
المراجع:

httb://said.net/tarbiah
http://islamqa.info
http://www.terezia.org
M.M.Elansary
 َِ

تعليقات