مـــشـــكــلــة قـــضـــم الأظـــافـــر

مشكلة قضم الأظافر و كيفية التخلص منها:


قضم الأظافر هي عادة سلوكية سيئة يمارسها الأطفال والكبار،وتأتي نتيجة قلق أو تفكير زائد علي الحد الطبيعي ، و نجد إن اغلب الاطفال يقرضون اظافرهم ليخفف من حدة شعوره بالتوتر و قد تشمل  عض اظافر الايدي او الارجل ايضا العض على المنطقة المحيطة بالظفر.
وتظهر المشكلة واضحة عند الاطفال قرب سن الرابعة والخامسة من العمر ويستمر لفترات متقدمة تصل الى سن العشرين و لكنها تصبح أقل انتشاراً بعد سن الثامنة عشر.
و تعتبر عادة قضم الأظافر من العادات الشائعة بين الأطفال والمراهقين وتزيد هذه العادة عند الذكور أكثر من الإناث، وقد يعتبر بعض الآباء أن شعور الطفل بالتوتر شيء غريب، علي اعتبار أن مرحلة الطفولة عفوية وخالية من القلق، ولكن الحقيقة هي أن الطفل يعيش حالات من التوتر والقلق ومصاعب تعترض سير حياته ونموه. وليس من السهل دائماً معرفة سبب اضطراب الطفل، فقد يرجع إلي عهد قريب أو العكس.
أثبتت الدراسات الي أن هناك حوالى 60% من الأطفال و45% من المراهقين يقومون بقضم أظافرهم و من الممكن ان تصل أيضاً إلي مص الأصابع، والعبث بالأنف، وتقطيع الشعر...إلخ.
    وتنقسم أشكال قضم الأظافر إلي:
-         قضم أظافر الأيدي: بعض الأطفال يقضمون أظافر أيديهم فقط وان كانت قصيرة أو غير واضحة.
-         قضم أظافر الأرجل: وهم قلة من الأطفال لا يكتفون بقضم أظافر اليدين، فيتجهون لأظافر الأرجل.
-         قضم الطفل لأظافر غيره: إما علي سبيل المزاح أو رغبة في ذلك بالفعل.


والسؤال هنا : هل قضم الأظافر مشكلة تتطلب التوقف أمامها وتستلزم استشارة متخصصة، أم أنها أمر طبيعى وبسيط؟ وما هى أسباب هذا السلوك؟ وكيف نعالجه؟وهل تلك المشكلة وراثية أم عادة مكتسبة؟، وما تأثيرها علي الأطفال وما أسباب لجوء الطفل لها وطرق الوقاية والبعد عنها.. وغيرها من الأسئلة و أليكم أسباب المشكلة و كيفية علاجها:

أسباب هذه المشكلة :

·        سوء التوافق الانفعالي فيقوم الطفل بقضم الاظافر رغبة في ازعاج الوالدين ويحدث تثبيت تلك العادة نتيجة ممارسته المتكرره ورغبته الملحة في ازعاج الاهل متصورا ان في ذلك عقابا لهم.
·        عقاب الطفل لنفسه نتيجة شعوره بالسخط على والديه وعدم استطاعته تفريغ شحنته فيهم فتتجه تلك المشاعر العدوانية التي يكنها تجاههم نحو نفسه  .
·        طموح الاهل الزائد الذي يفوق امكانيات الطفل فيشعر بالخوف من تحقيق أي شيء فينعكس هذا الخوف في صورة قلق وتوتر ويكون من مظاهر هذا القلق قضم الاظافر.
·        وجود نموذج يقلده الطفل اما في المنزل او في المدرسة فيقلد الطفل ذلك الشخص وتتأصل عنده كعادة .
·        قد يكون سبب ذلك سبب لإنخفاض المستوى الاقتصادي للأسرة، أو نتيجة لضعف مستواها الثقافي أو التعليمي، وعدم تعويد الأبناء على توخي النظافة خاصة حينما يأكلون.
·        ضعف رقابة الوالدين، والسماح للأبناء بهذه الأفعال دون إرشاد أو توجيه.
·        رؤية الطفل لوالده أو لوالدته وهو يقضم أظفاره، فيتعود على ذلك السلوك اقتداءً به، وحرصاً على تقليده.
·        تظهر أيضاً هذه الحالات عند الأطفال الذين يعانون من الضعف العقلي
·        تؤدي العوامل النفسية دوراً مهماً في إحداث هذا السلوك ، ومن ثم يجب التنبيه إلى ضرورة حسن المعاملة للأطفال وإظهار المودة والمحبة لهم.
·        انتقال الطفل من مرحلة الرضاعة والتي يكون فيها مرتبطًا بأمه بدرجة كبيرة إلى الاختلاط بالمجتمع الخارجي في محيط الأسرة.
·         حدوث تغييرات كثيرة في حياة الطفل في وقت واحد كالذهاب إلى الحضانة أو إصابته بمرض جسمانى طويل المدى، أو وصول مولود جديد للأسرة والذى قد يعتبر صدمة شديدة للطفل.
·        عندما تظهر أسنان الطفل فيعض الأم أثناء الرضاعة، فإنها ربما تمنعه من الرضاعة أو تفطمه إذا تكرر العض وسبّب لها ألماً شديداً وصل إلى إيذائها صحياً، ونتيجة لهذا ربما يتسرب إلى الطفل شعور أنه اعتدى على أمه وأنها في المقابل تعاقبه بالحرمان من اللبن، بالتالي يتكون لديه في اللاشعور رغبة مضادة بأن يعتدي على نفسه بالعض عقاباً لنفسه.
·        هناك إيضا عوامل وراثية: حيث تتكون هذه العادة عند الأطفال الذين يمارسها والداهم من قبل.
·        عوامل بيئية تتمثل في ميل الأطفال إلي تقليد الكبار الذين يشاهدونهم يقضمون أظافرهم فيكتسبون هذه العادة منهم.
·        عوامل جسيمة: فقد يكون للطفل بعض العوامل الجسيمة والصحية التي تسبب له حالة من عدم الاستقرار والتوتر مثل الإصابة بالديدان وتضخم اللوزتين أو الزوائد الأنفية إلي جانب سوء الهضم والاضطرابات الغددية وكل ما يؤثر سلباً في الصحة العامة.


تلك كانت الاسباب و لكن هناك سؤال يطرخ نفسه
متى تحتاجين إلى مساعدة متخصصة؟

Ø    إذا كان يقوم بقضم أظافره بشدة بحيث يجرح نفسه، أو إذا كان قضم الأظافر مصحوباً بسلوكيات أخرى مقلقة كقرص نفسه أو شد رموشه أو شعره، أو إذا تغير نمطه فى النوم بشكل ملحوظ... إلخ.
Ø    إذا كان هناك تاريخ شخصى لديكِ أو لدى زوجك لذلك السلوك، أو إذا كان أحد أفراد أسرتيكما مصاباً بالوسواس القهري.
Ø    إذا استعملتي طرقاً مختلفة لإيقافه عن هذا السلوك دون جدوى - قد تشمل هذه الطرق التدخل الإيجابى أحياناً أو التجاهل الظاهرى للسلوك أحياناً أخرى


ولكن هل مشكلة قضم الأظافر عند الأطفال لها علاج؟!
الوقاية من حدوث المشكلة غاية ومطلب ينبغي علي الوالدين الحرص علي العمل به ومن أجل الوقاية يجب اتباع الآتي:
1.   
ü     تقليم اظافر الطفل اولا بأول وعدم تركها تطول.
ü     توفير الجو النفسي الهادئ للطفل و ابعاده عن مصادر الازعاج والتوتر .
ü     وضع مادة مره على اظافر الطفل بشرط تعريف الطفل بالهدف من ذلك .
ü     مكافأة الطفل ماديا ومعنويا في تعزيز عدم قرض الأظافر فالثواب يفيد اكثر من العقاب .
ü     اشغال الطفل بأنشطة مختلفة تمتص الطاقة والتوتر كألعاب العجين وطين الصلصال والعاب الرمل والماء مع شغل الطفل بالنشاط اليدوي .
ü     علي الآباء ان يعودوا أبناءهم علي الحرية واتخاذ القرار والتدخل في الوقت المناسب حتي ينشأ الطفل معتمداً علي نفسه.
ü     البعد عن أسلوب الضرب والتحقير خاصة أمام أصدقائه من الأطفال أو الأقارب حتي لا يتسبب ذلك في تكوين عقد نفسية ومشكلات في الشخصية.
ü     يجب إشباع حاجات الطفل النفسية وهي شعوره بأنه محبوب ومرغوب فيه حتي يشعر بالطمأنينة ولكن يجب ألا يصل إلي حد التدليل الزائد.
ü     فهم أسباب هذه العادة أو السلوك.
ü     يجب معرفة الظروف التي تسبق حدوث المشكلة (قضم الأظافر).
ü     لا تعاقب الطفل، فهذه العادة كبقية العادات العصبية التي يمارسها الأطفال بشكل لا شعوري لذلك فإن العقاب في هذه المواقف أمر غير مجد.
ü     غرس المبادئ الدينية في نفوس الأبناء، وحثهم على النظافة، فالنظافة من الإيمان، والمؤمن الحق هو الحريص على أن يبدو نظيفاً دائماً: في ملبسه ومأكله ومظهره وكل تصرفاته.
ü     تزويد الأبناء بالغذاء الصحي المناسب الذي تواكبه مجموعة من العادات السلوكية التي تعبر عن النظام، والتعامل مع الطعام بذوق وترتيب، فهذه الأمور تجعل الأبناء على درجة من الحرص على نظافتهم، وهذا الحرص يمنعهم من التعامل مع أظفارهم بهذه القسوة وبتلك الطريقة غير النظيفة.
ü     على المعلم في المدرسة أن يشغل تلاميذه الذين يمارسون هذا السلوك بأن يكلفهم بأعمال حركية داخل الفصل، والاستعانة بهم مثلاً في توزيع الكراسات على الزملاء، حتى لايعطيهم الفرصة للانفراد بأنفسهم، والتعامل مع أظفارهم هذا التعامل.
ü     عدم معايرة الطفل الذي يقضم أظفاره بسلوكه حتى لايحاول القيام به في الخفاء بعيداً عن عيون من حوله.
ü     ابحثى عن سبب قلقه وتعاملى معه، فمن المهم أن تنتقلي من موقف الصراع مع طفلك حول هذه العادة إلى موقف الراغبة في الفهم أولاً ثم الحل.
ü      خصصى وقتاً للعب معه لأن الطفل يحب اللعب مع أمه، حيث يشعره ذلك باهتمامها، إلى جانب أن العلاج باللعب ركن أساسي في العلاج النفسي للأطفال، لأن اللعب هو الحاجة الغريزية الأولى للطفل بعد تناول الطعام والشراب، حيث يحقق له المتعة ويكون له أبلغ الأثر في علاج القلق والخوف الموجود داخله.
ü     لابد أن يفهم سوء هذه العادة وأثرها على صحته وتشويه شكل يديه.
ü     اتفقى معه على علامة سرية لتنبيهه عندما يقوم بقضم أظافره ككلمة سر أو لمسة خفيفة على الذراع.. إلخ.
ü     ألبسيه قفازات أو ضعى له لواصق طبية على أطراف أصابعه.
و يري الدكتور جمال شفيق أحمد، أستاذ علم النفس الإكلينيكي، ورئيس قسم الدراسات النفسية للأطفال بمعهد الدراسات العليا للطفولة جامعة عين شمس إن العلاج هو اللجوء لأحد الحلول التالية:
ü     اجلسي مع الطفل بهدوء وتحدثي معه حديثا كأنه كبير ناضج أمامك، ليشعر بالمسؤولية والحنان، فإذا كان السبب هو شعور الطفل بالغربة، افتحي له مجاله أن يأتي بأصدقائه للمنـزل، أو يتنـزه معهم فى مكان قريب.
ü     حاولي مساعدة الطفل في أداء الواجبات المدرسية إذا كان متوترا من كثرة الواجبات.
ü     لا تجعلي الطفل يشاهد الأفلام المرعبة؛ حتى لا يصاب بالتوتر.
ü     اشرحي للطفل مساوئ مشكلة قضم الأظافر، وما تلحقه من أذى بالجهاز الهضمي والميكروبات التي تصل إلى الفم والمعدة من جراء قضم الأظافر.




المراجع:
toubibonline.com
4uarab.com
supermama.me
الموسوعة النفسية للطفل
mynono.com
M.M.Elansary

تعليقات