الألــفــاظ الــبــذيــئــة عند الأطفال و كيفية علاجها



مــشــكــلــة الألــفــاظ الــبــذيــئــة و كيفية علاجها


لقد أصبحت مشكلة الألفاظ النابية أو البذيئة  " التلفظ بكلمات وألفاظ غير محترمة كالسب واللعن وغيره" من المشكلات المنتشرة بشكل كبير سواء كان في المدرسة أو الحياة العامة بشكل عام فقد بينت أحدى الدراسات الأوروبية أن حوالي 80% من الأطفال في المدرسة يتعرضون للألفاظ السيئة من زملائهم.
فعندما يكبر الطفل يبدأ بإكتساب عادات وسلوكيات دخيلة على الأسرة فيأتي الطفل بهذه الألفاظ والكلمات التي لا يعرف معناها أو يجهل إلى ماذا تدل من المدرسة أو الشارع أو الحضانة أو الشغالة أو الجيران والحي وغيرها الكثير من المصادر وللأسف قد تكون من الأسرة نفسها.
وبما أن المولود يولَد على الفطرة كما أكّد الحبيب عليه الصلاة والسلام فمَن ذا الذي يتسبب في انحراف أخلاقه وبالتالي تصرفاته؟
فمن الأمور المعيبة اجتماعياً أن يتلفّظ الأطفال بكلماتٍ سيئة غير مقبولة دينياً أو اجتماعياً
والكثير من أطفالنا يتعرض لهذه المشكلة لأسباب مختلفة وقد يزيد من تعقيدها سوء تعامل الأهل معها.

مصادر يستقي منها الطفل مفرداته وأهمها:

1-    الأهل
2-    المحيط الاجتماعي
3-     الحضانة والمدرسة
4-    الإعلام
5-    مصادر أخرى
-         الأهل في البيت: وهذا يعتبر المصدر الأساسي خاصة في السنوات الأولى من عمر الطفل حيث يردد الكثير من المفردات دون وعيٍ منه عن معاني هذه الكلمات. فحين يسمع والديه يتلفّظان بكلمات يرددها تلقائياً.
-         المحيط الإجتماعي: الأقارب والأصدقاء والعائلة أو الجيران حين يحتك بهم الطفل فيتعلم منهم بعض الألفاظ.
-         الحضانة ثم المدرسة: فلهذه الأماكن تأثير مباشر على لغة الطفل لأنه يحتك بالأطفال فيها ويتعامل معهم ويتعلّم منهم.
-          الإعلام: ولعلّه الأخطر نتيجة لحرص الأطفال على متابعة البرامج التلفزيونية والتي يكثرفيها الألفاظ السيئة حتى في تلك البرامج المخصصة لهم مع أنهم عادة لا يعكفون عليها فقط وإنما يتعدون ذلك إلى البرامج الأُخرى المخصصة للكبار في ظل غياب مراقبة الأهل وانشغالهم عن أطفالهم بمسؤولياتهم الأُخرى. وهنا يكمن خطر استقاء الطفل لهذه الألفاظ غير المقبولة وربما أيضاً القيم الغريبة عن ديننا ومجتمعاتنا.
-         وقد يضيف البعض مصادر أُخرى كالخادمة أو السائق أو الشارع والحدائق حيث يمكن أن يتلقّى الطفل منهم بعض الألفاظ السيئة أيضاً.

وقد يعتقد البعض أن هناك علاقة بين الوضع الإجتماعي للعائلة وبين التلفظ بالكلمات النابية فيتصور أن الفقر هو سبب مباشر للأخلاق الوضيعة وهذا بالطبع مقياس خاطئ ولا يمكن ربط الوضع المادي بالأخلاق أبداً فانعدام التربية منذ الصغر وعدم متابعة الأهل لسلوكيات أبنائهم وتركهم فريسة سهلة للمجتمع ومؤثّراته تنهش بهم هو العامل الأساس لتردي مستواهم الخلقي.

أسباب السباب والشتم عند الأطفال:

1-     تعبير الطفل عن غضبه وضيقه الشديد.
2-      إحساس الطفل بأن السباب كلمة جميلة يمكنه ترديدها.
3-      لجلب الانتباه لأنه عندما يقولها يحصل على وجوه مدهوشة ومتفاجئة وبالتالي فإنه يعرف أنه قد حصل على سلاح فتاك.
4-     رغبة الطفل في الاستقلال بذاته والاختلاف عن الآخرين فيأتي بألفاظ جديدة إلى البيت أو المدرسة.
5-      لتقليد ما يراه سواء في واقع الناس من حوله أو على الشاشة.
6-     للحصول على رضا أصدقائه لمن هم في سن المدرسة.
7-     رغبة الطفل في إثارة الاهتمام ولفت الانتباه بهذه الألفاظ في إطار المرح.
8-     التوضيح للآخرين بأنه قد كبر وأصبح قادر على الكلام والرد على الآخرين حتى بصوت عالي
9-      كذلك قد يتعلمها الطفل من وسائل الإعلام والبرامج المختلفة التي لا تراعي هذه الجوانب.
10-               تعبير الطفل عن غضبه وضيقه الشديد.


و أما عن رأي طارق سويدان فيري ان أسباب تلفظ الطفل بالألفاظ النابية:

·      الفقر اللغوي: قد يفتقر الطفل إلى الكلام المهذب، فعندما يكون غاضبا لأي شيء فإنه يتلفظ بتلك الألفاظ البذيئة.
·      تقليد البيئة المحيطة: يتعلم الطفل استخدام الكلمات البذيئة من الأشخاص المحيطين به، فالطفل يعتبر متلقي جيد لكل الألفاظ والأحداث التي تدور من حوله، فعندما يسمع الطفل تلك الألفاظ خاصة من الوالدين أو الأقرباء فإنه يقوم بترديدها حتى من دون أن يفهم معناها.
·       ضعف الاهتمام: قد لا تهتم الأسرة بما يجرى على لسان الطفل، بل وأحيانا يقومون بتشجيعه، أو الضحك من كلامه، فيستمر على هذا الكلام حتى ينال استحسان الكبار ورضاهم.
·      لفت الانتباه: قد يستخدم الطفل الكلمات البذيئة من أجل لفت انتباه والديه، وعندما يستخدم تلك الكلماتلأول مرة دون أن يعرف معناها، ثم يجد أنه لفت انتباههم بالفعل، فإنه يعمل على تكرار تلك الكلمات مرة تلو الأخرى.
·       وسيلة للتعبير عن الغضب: فعندما يشعر الطفل بالغضب نتيجة لعدم العدل بينه وبين أخواته أو عندما لا يقدر على إنجاز ما طلبه منه والديه من فروض، فإنه يعبر عن إحباطه وغضبه باستخدام كلمات بذيئة، خاصة وإن كان يعلم أن تلك الكلمات تغضب والديه، وكأنه يعاقبهما على التمييز بينه وبين إخوانه أو إعطائه ما لا يطيق من واجبات، فيصبح الكلام البذيء هنا هو عنصر تحدى لإرادة الكبار.
·      الازدواجية في التعامل: عندما يقوم الكبار باستخدام عبارات غير مقبولة ويرفضون سماعها من الأطفال، فقد يلجأ الطفل لاستخدام هذه العبارات ليشعر بالقوة وبأنه أصبح كبيرا.
الوقاية خير من العلاج و علينا مراعاة الآتي:
1-      القدوة الحسنة: غالبـاً ما يتعلم الأولاد اللغة غيرالمرغوبة من خلال ملاحظتهم لآبائهم فلا تتلفظ بما تنكره عليه سواء كنت في الشارع وأحد ضايقك، أم كنت في البيت مع زوجتك أو مع ولدك نفسه أو حتى في مداعبتك له، فكثيرا من الآباء يتلفظون بألفاظ نابية على سبيل المرح مع الأبناء، ثم ينكرون عليهم تلفظهم بتلك الألفاظ.
2-      تكوين قاموس طيب عند الطفل: ويكون ذلك بربط الطفل منذ نعومة أظافره بالله - سبحانه وتعالى -، وتربيته التربية الإسلامية الصحيحة، وملء قاموسه اللغوي بالألفاظ الطيبة من القرآن الكريم والحديث الشريف، وذكر الله كثيرا أمامه وربط الطفل منذ نعومة أظفاره وبالثواب والعقاب مع الشرح له أن السباب والشتم يغضب الله سبحانه وتعالى.
3-       حرية التعبير والمناقشة: إذا كان في إمكـان ولدك أن يعبر لك بحريه عن شعوره بالألم والغضـب, فإن ميله لاستخدام كلمات الشتم ليعبر عن مشاعره السلبية سوف يقل، كما أن مناقشتك له عن أسباب نهيه عن التلفظ بتلك الألفاظ سوف يجعل لديه قناعة مؤكده بعدم استخدامها.
4-      السماع إلى مشكلة الطفل إذا كان يستخدم الألفاظ البذيئة عند الغضب ومعرفة الأسباب التي دفعته لترديد تلك الكلمات السيئة مع الشرح للطفل أن هذه الكلمات النابية تزعج الآخرين كالضرب.
5-      مكافأة الطفل بالتشجيع والمدح عند اعتراضه بأسلوب لائق.
6-      تجنب التلفظ بألفاظ نابية أمام الأطفال، أو التصرف بشكل عصبي غير لائق.
7-      استخدام كلمات وتعبيرات مقبولة للتعبير عن الأشياء السيئة والغير جميلة أمام الأطفال. (يعني بدل ما تقولي مثلا (وسخ) قولي مش (نظيف) و هكذا.
8-      التجاهل وإبداء عدم الرضا عنها وعدم الضحك.
9-      مخاطبة الطفل بهدوء والتوضيح له بأن هذه الكلمات لا يجب التلفظ بها أو إنها خاطئة
10-  التعرف على مصدر هذه الألفاظ عند الطفل و محاولة ابعاده عنها.
11-   التحدث مع الشخص الذي تعلم الطفل منه هذه الألفاظ أن أمكن ذلك.
12-   استخدام أسلوب العقاب والثواب وسحب الامتيازات "الحرمان" في حالة عدم الجدوى من كل ما سبق.


كيفية علاج مشكلة السباب والشتم عند الأطفال:

-  من سن 2 إلى 5 سنوات
لابد وأن يدرك الآباء والأمهات أن تغيير سلوك الطفل أثناء التربية يعد أمر صعب للغاية، لذا يجب أخذ هذا الأمر بالتدريج، وبالتالي يجب التحلي بالصبر والهدوء في علاج المشكلة لدى الأطفال. ولعلاج مشكلة الشتم ينصح باتباع الآتي:
ü   عدم إبداء أي انزعاج ملحوظ عند سماع لكلمة نابية من الطفل لأول مرة، حتى لا تعطي للكلمة أهمية وتأثير، مع عدم إبداء أيضا ارتياح ورضا بالابتسامة والضحك عند سماع السباب؛ لأن ذلك يولد تشجيع لدى الطفل بتكرار السباب.
ü   معاقبة الطفل على تلفظه بالسباب من خلال جلوسه في مكان لمدة دقيقة أو اثنين، وذلك إذا لم يستجيب الطفل للتنبيه بعد 4 أو 5 مرات.
ü     شرح الألفاظ السيئة إن كان الطفل لا يعرف معانيها وإخباره أن هذه الكلمات لا يجب أن يتلفظ بها لأنها غير مقبولة وتؤذي الآخرين الذين سيبتعدون عنه نتيجة هذه الألفاظ.. وإن تعذر على الأهل شرح الألفاظ لرداءتها فيكفي أن يوضِحوا للأطفال أنها سيئة ولا يصح التلفظ بها.
ü   مقاطعة الطفل عند التفوه بالسباب حتى يعتذر، ويتناول هذا الآمر بنوع من الحزم والاستمرارية
ü    المعاملة الحسنة للطفل أو الطفل واستعمال الكلمات الحسنة ومراقبة ألاماكن والمصادر التي قد يتعلم منها الطفل هذه الألفاظ.-
ü   خلق الثقة والصراحة بين الطفل ووالديه كأسلوب للتنشئة السليمة والتي تجنبه الوقوع في مثل هذه الألفاظ.
ü    تجنب نعت الأبناء بكلمات وألفاظ السب واللعن أو أسماء الحيوانات وغيرها.
ü   احرص على تعليم ابنك الأخلاق الفاضلة من خلال قراءة سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وسير الصحابة، وسير الصالحين، وذكِّره دائمًا أنك تريده أن يصبح أبا بكر أو صلاح الدين أو شخصية يراها على خلق ويعرفها.
ü   علّمه دائما كل ما يرتبط بالأخلاق الحسنة،و احترام الآخرين والتواضع مع كل الناس وذلك من خلال تواضعك أنت معه ومع الآخرين واحترامك للآخرين واحترامك له.
ü   فسر له سورة الحجرات على شكل قصة أو بطريقة مبسطة خاصة الآيات التي تقول "يا أيها الذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرًا منهم ولا نساء من نساء عسى أن يكنَّ خيرًا منهن ولا تلمزوا أنفسكم ولا تنابزوا بالألقاب بئس الاسم الفسوق بعد الأيمان ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون" الحجرات (11)
ü   تعلم اللغة التي يتحدث بها أصدقاؤه حتى تستطيع التحدث معه وتعرف على أصدقائه، وكن بمثابة الأب الحنون لا الأب المعاتب.
ü   اعط ابنك كل ما تريده أن يعطيك، ولا تنس أنك اليوم تحمله وغدًا هو سيحملك، وعلمه أن يقول شكرًا، ومن فضلك، وآسف، ولو سمحت.
ü   احذر كل الحذر أنت وكل من يتعامل معه خصوصًا الجد والجدة والخال والخالة أن تعلمه كلامًا غير لائق في الصغر بهدف الضحك والمزاح، فهذا يولد عنده عدم احترام الآخرين، وسيأتي يوم ويتلفظ لك بهذه الألفاظ.
ü     تحذير مَن يستطيع الأهل الوصول إليهم (كالخدم والسائقين) أن لا يتلفّظوا بهذه الألفاظ أمام الأطفال.
ü      عدم معاقبة الطفل جسدياً إن أصرّ على قولها لأنه بذلك سيصرّ أكثر عليها وإنما التفتيش عن سبب هذا الإصرار وفتح قناة اتصال مع الطفل ليتم التفاهم بينه وبين الأهل.
ü      عدم التعرّض لشخص الطفل بالإهانة والتأكيد على أن الخطأ هو في القول وليس في الشخص حتى لا يفقد قبوله لذاته وتقديره لها وتجنب الرسائل السلبية في عملية تصحيح مسارهم
ü   اتباع وسيلة التربية بالقصص الهادفة لترسيخ القِيَم والسلوكيات الصحيحة عندهم.
ü   محاولة تغيير اللفظ بعد صدوره وإعطاء لفظ آخر مقبول.
ü     أحياناً يكون التجاهل هو أنجح الحلول لأنه لن يتشجّع لإعادة التلفظ به..
ü     مقاطعة الطفل عند التفوه بالسباب حتى يعتذر، ويتناول هذا الآمر بنوع من الحزم والاستمرارية.
ü      كن صبورًا لأقصى درجات الصبر معه لعلاج هذه المشكلة.
ü      عاقب ابنك بعد 7 أو 8 مرات من التنبيه عليه بالحرمان من شيء يحبه، إلا المصروف.
ü    


 من سنة 5 سنوات فما فوق (وهو سن الفهم والإدراك وليس التقليد الأعمى)

1.    نوضح له أن المسلم خلوق وأن هذه الألفاظ تؤدي إلى غضب الله جل وعلا. ونتلوا على مسامعهم الآيات والأحاديث التي تحث على حسن الخلق والقول مثلوقولوا للناس حسناً، سباب المسلم فسوق” ، “وهل يُكَبُّ الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم” ، “ليس المسلم بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيءوغيرها ونبين لهم فضائل حسن الخلق في الإسلام وأنه ما من شيء في الميزان أثقل من خلق حسن.
2.    تعقدوا جلسات بينكم وبينه لتحديد ما هو المقبول وما هو المرفوض اجتماعياً خاصة في مجال الألفاظ.
3.    تناقشوا معه سبل التخلص من عادة الكلام غير الجيد.
4.     تخيِروه بين أنواع العقاب التي عليكم تطبيقها في حال لم ينته عن هذه العادة (منع المصروف / الكمبيوتر / التلفزيون / الخروج..)
5.    محاولة تعريفه على أطفال وأصدقاء معروفين بالصلاح والخُلُق الحسن وتقريبه منهم ليساعده ذلك على تعديل سلوكه.
6.    تتواصلوا مع إدارة المدرسة (مدرسة فصله) لتتكامل الجهود في محاولة الإصلاح.
7.    نساعده على التعبير عن غضبه أو استيائه بطريقة أفضل ومن دون كلمات نابية إن كان يستعملها حين الغضب.
8.    تقطعوا كل علاقة له برفقاء السوء فقد يكون تلفظه بهذه الكلمات محاولة منه للإندماج معهم وقبولهم به ضمن الفريق.
9.    تكثِروا من الدعاء لهم اللهمّ كما حسَّنت خَلقَهم فأحسِن خُلُقهم.

نصائح مهمة للأباء
*  هدوء الأعصاب.
- عادة التعبير المفاجئ الذي يظهر في وجه أحد الوالدين، سيكون حافزاً للطفل ليكرر الكلمات السيئة هدوء الأهل في هذه الحالة هام جدا للعلاج هذا السلوك حتى لا يخرج أطفالهم من دائرة العلاج إلى دائرة رد الفعل وبذلك لن يصلوا إلى نتيجة ايجابية مع أطفالهم.
- ينصح الأهل بالتصرف بطريقة مخالفة لما يتوقع الطفل حتى لا يكرِر نفس السلوك المنهي عنه
لكل طفلٍ مفتاحه الخاص فعلى الأهل اكتشاف الطريقة المثلى للتعامل مع كل طفل بناء على طبيعة شخصيته ونفسيته وصفاته.
- على الأهل بناء جسور تواصل مع الأبناء وعدم انتظار وقوع المشاكل للبحث عنها. ومن ذلك قضاء الوقت معهم والإنصات إليهم وإشعارهم بالإهتمام والحنان والأمان وأنكم دائماً على استعداد لتأييدهم ودعمهم.
- فتح نفق إلى قلوبهم لمعرفة مشاعرهم وترسيخ لغة الحوار الأسري وأيضاً إيجاد قنوات اتصال بين الأهل والأولادبصفة يومية.

*  كوني واقعية
كيف تعبرين انتي عن غضبك؟
لا يمكن أن يكون من العدل أن تتوقعي من طفلك أن يكون متضايقاً جداً ويعبر عن غضبه بكلمة بسيطة مثل: "أنا متضايق".
الطفل سيغضب ويعبر وأنت عملك هنا أن تعلميه وتكوني مثله الأعلى لأنه يراكي في كل موقف ويقلدك وعليك أن تكوني المصححة لطرقه الخاطئة وتعليمه طرق التعبير عن مشاعره كبديل عن الغضب والكلمات السيئة.

*  امدحي التصرف الحسن.
عندما يقوم طفلك بالتعبير عن غضبه بطريقة صحيحة، يجب أن تعيريه اهتماماً وتمدحي هذا التصرف. ليس في نفس الوقت طبعاً حيث يكون غاضباً، بل لاحقاً. قولي: "لاحظت أنك عندما كنت غاضباً من أخيك قمت بإخباره بكلمات قوية ولكن مؤدبة ثم ذهبت إلى غرفتك حتى تهدأ، هذا تصرف الناضجين والعاقلين". (أنا مبسوطة منك عشان لما ماما زعلت منك قلت لها أنا آسف.

و نجد ان رأي طارق سويدان لوسائل العلاج الآتي:

لكن في حاله وقوع المشكلة واكتساب الولد عاده التلفظ بالكلمات البذيئة فهــــــــل يكون العــلاج ممـــكن؟ نعم. العلاج ممكن في هذه الحالة وذلك بانتهاج الوسائل التالية:
-           القصص الممتعة: فيمكن للأبوين أن يقصا على ابنيهما مجموعة من القصص والمواعظ الخفيفة التي تبين خطورة اللسان وآفاته، مع ضرب بعض الأمثلة الحسية من الحياة مثل: كما تحب أن يكون ثوبك نظيفا وبيتك نظيفا فليكن لسانك نظيفا أيضا.
-          التجـــاهــــل: إذا وجد الأولاد أن اللغة السيئة لا تؤدي إلى ترويعك, أو إزعاجك, فقد لا يجدون سببـاً في الاستمرار في استخدامهـا،وبالتالي فإن مجرد تجاهل هذه اللغة كافيـاً لإنهاء استخدامهـا.
-          التغلب على أسباب الغضب: فالطفل يغضب وينفعل لأسباب قد نراها تافهة كفقدان اللعبة أو الرغبة في اللعب الآن أو عدم النوم، وعلينا نحن الكبار عدم التهوين من شأن أسباب انفعاله هذه؛ فاللعبة بالنسبة له مصدر متعة ولا يعرف متعة غيرها، فعلى الأب أو الأم أن يهدئ من روع الطفل ويذكر له أنه على استعداد لسماعه وحل مشكلاته وإزالة أسباب انفعاله وهذا ممكن إذا تحلى بالهدوء والذوق في التعبير عن مسببات غضبه.
-         التعبيــر عن عــدم الرضي: عليك أن تعبـر لولدك عن عدم رضاك بأن تقول له "أنا افهم تمـامـاً انك غاضب لكن أرجو ألا تستخدم اللغة البذيئة.أو "لا يمكنك أن تستخدم هذه العبارة في البيت" أو "قد يتكلمون الآخرون بهذه الطريقة في بيوتهم إلا أننا لا نتكلم بها في بيتنا" أو "أنا لا أتكلم بهذه الطريقة وأتوقع منك ألا تتكلم بها أنت أيضا"، وعند إظهارك لعدم الموافقة أشرح له أن بعض الكلمات تعبر عن أخلاق سيئة،وأوضح له أن الناس لا يحبون أن يسمعوا هذه الكلمات، وانك تقدر له عدم استخدامه لهـا, وبالتالي احترامه لمشاعر الآخرين بعد أن منعته من استخدامها, فقد تضطر إلى فرض عقاب مـا كإرساله إلى مكان منعزل في المنزل مده محدودة فيالبداية تتراوح بين خمس إلى عشر دقائق، مع زيادة المدة الزمنية كلما تكرر تلفظة بتلك الكلمات.
-          تعــــــزيـز الحـــافـــز: سجل عدد المرات التي يستخدم فيهـا الولد الكلمات البذيئة يوميـاً ثم اخبره أنه سيحصل على نجمه توضع على لوحه معلقه في المنزل مقابل ساعة أو أي مدة زمنية محددة لا يستخدم فيهـا اللغة البذيئة داخل البيت, واخبره أنه مقابل عدد معين من النجوم سوف يحصل على مكافأة أو امتياز مـا وتأكد من قيـامك بالثناء عليه في كل مره تعلق له نجمه أو تعطيه مكافأة.
-           فن الكلام: علمه مهارات الحديث وفن الكلام من خلال الأمثلة والتدريب وعلمه الأسلوب اللائق في الرد، كما يمكنك تعريفهنوعية الكلام الذي تحبه وتقدره ويعجبك سماعه على لسانه. أبد إعجابك به كلما سمعته منه.. عبر عن ذلك الإعجاب بمثل ' يعجبني كلامك، هذا جميل منك، كلام من ذهب....الخ.


و أخيرا
ولنتذكر دائما أننا السبب الأول لتعلم أطفالنا لمثل هذه الألفاظ  بسبب عدم الانتباه لها منذ البداية. لأنهم إما تعلموها منا أو من أقاربنا ومعارفنا أو من سوء اختيارنا لأصدقاءهم أو حتى لعدم متابعتنا لما يشاهدوه على الكمبيوتر أو في التليفزيون وعلينا ان نعي أن لكل شيء سبب وأن لكل فعل رد فعل، وأن الاطفال ما هم إلا وعاء نقوم نحن أو المعلمه أو المدرسه أو النادي بملئه.
ولنكن على يقين أن هذا الوعاء سيرد ما بداخله إليك وإلى معلمه وإلى دينه، بل وإلى المجتمع كله، فاحرص على أن تعرف هذه الخطوات وتكتسب مهارة التعامل مع هذه المشكلة حتى يخرج للمجتمع وإليك منتجًا صالحًا ينفعك وينفع نفسه وينفع مجتمعه.
ولا تنسى حديث الرسول صلى الله عليه واله وسلم "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث منهم ولد صالح يدعو له".


المراجع:
muslmh.com
alkafeel.net
عبد المنعم عبد القادر الميلادي: مشاكل نفسية تواجه الطفل، مصر، مؤسسة شباب الجامعة، 2004 .
gulf kids.com
forums.fatakat.com
.suwaidan.com
alkafeel.net

M.M.Elansary


تعليقات