غـــضـــب الأطـــفـــال


مشكلة الغضب :


الطفل الغاضب هو ذلك الطفل الذي يكون كثير الصراخ والبكاء يضرب ويرفس الأرض بقدميه ويصاحب ذلك الصوت المرتفع و يعمد إلى تصليب جسمه عند حمله لغسل يديه أو قدميه وتكسير الاشياء ورميها على الأرض.
وتكون هذه التعبيرات عن الغضب بين الثانية والخامسة تقريبا وبعد الخامسة يكون تعبير الغضب في صورة لفظية أكثر من كونها فعلية.

أنماط و أشكال الغضب:
هناك أسلوبان للغضب هما:
1-    الغضب الإيجابي:
 وفى هذه الحالة يظهر على الطفل الصراخ أو الرفس أو كسر الأشياء أو تخريبها، وعادة تظهر هذه الحالة لدى الأطفال العاديين (الإنبساطيين)  .
2-    الغضب السلبي:
 وتبدو في شكل انسحاب وانطواء مع كبت للمشاعر ، حيث نرى الطفل يرفض تناول الطعام أو الذهاب للمدرسة، أو الخروج مع والديه، وتظهر هذه الحالة لدى الأطفال الإنطوائيين.

اسباب مشكلة الغضب عند الاطفال :

·        نقد الطفل ولومه و اغاظته أمام الاخرين خاصة أمام من لهم مكانة عنده او عند من هم في سنه او تحقيره او الاستهزاء به او التعدي على شيء من ممتلكاته.
·        تكليف الطفل بآداء أعمال فوق إمكاناته ولومه عند التقصير مما يعرضه للاحباط نتيجة تكليفه بما لا يستطيع كتنفيذ الاوامر بسرعة كأن نأمره بأن يحضر كأساً من الماء لأخته الكبيرة.
·        حرمان الطفل من اهتمام الكبار وحبهم وعطفهم فيكون الغضب كوسيلة للتعبير.
·        كثرة فرض الاوامر على الطفل واستخدام اساليب المنع والحرمان بكثرة و إلزامه بمعايير سلوكية لا تتفق مع عمره والتدخل في شؤونه. كأن نأمره عدة مرات بأن لا يرتدى هذا الثوب .. أو لا يمشى مع هذا الشخص .. أو لا يستذكر دروسه وهو يشاهد التلفاز .. أو لا يخرج من البيت .. وهكذا .. مما يعرقل من حرية الطفل ونشاطه.
·        تدليل الطفل وذلك يعود الطفل إن على الاخرين الاستجابة لرغباته دائما ويغضب ان لم يستجيبوا له.
·        القسوة الشديدة على الطفل وشعوره بظلم المحيطين به من آباء وأخوة.
·        التقليد : فيقلد الطفل احد والديه او معلميه او يقلد ما يراه عبر وسائل الأعلام.
·        شعور الطفل بالفشل في حياته إما في المدرسة او في تكوين العلاقات او في المنزل .


وللتعامل مع هذه المشكلة يتبع مايلي :

ü     لابد إن يحتفظ الوالدين بهدؤهما أثناء غضب الطفل و أخباره انهما على علم بغضبه و وان من حقه أن يغضب ولكن من الخطأ أن يعبر عن غضبه بهذا الأسلوب ومن ثم أخباره عن الاسلوب الامثل في التعبير عن غضبه.
ü     عدم التدخل في كل صغيرة وكبيرة في حياته فمثلا : عندما يتشاجر الطفل مع طفل آخر لا يتدخل الوالدين الا عندما يكون فيه ضرر على الطفلين او احدهما.
ü     الابتعاد عن حرمان الطفل من ممتلكاته الشخصية واستخدامه كعقاب للطفل.
ü     تجنب مناقشة مشاكله مع غيره على مسمع منه.
ü     أن يكون الوالدين قدوة للطفل وان لا يغضبان بما رأي الطفل لأن الطفل ربما يقلد الوالدين او كلاهما.
ü     العمل على اشباع حاجاته النفسية وعدم اهماله او تفضيل احد اخوته عليه.
ü     البعد عن اثارة الطفل بهدف الضحك عليه او احتقاره والحط من قيمته.
ü     أن لا تكثر عليه الأوامر والتعليمات وليكن له استقلالية.
ü     إن لا نكلفه بأعمال تفوق طاقته .
ü     إرشاد الطفل للوضوء عندما يغضب والجلوس ان كان واقفا والاضطجاع (اي الاستلقاء) ان كان جالسا.
ü     الصراع الذي ينشب بين الأشقاء ليس شرا كله , إذ من خلاله يتعلم الأبناء الدفاع عن أنفسهم والتعبير عن مشاعرهم , لكن إذا تطور الأمر إلى الإيذاء والاعتداء البدني هنا يلزم التدخل من قبل الوالدين .

Ø     و اليكم مثال من واقع الحياة)جو فروست مقدمة برنامج سوبر ناني)  :
كيف تتعامل مع غضب الاطفال؟؟
نوبات الغضب تتواجد في كثير من الاطفال بين عمر سنتين الى 4 سنوات ..في بعض الاحيان تكون لها خلفية مرضية فنرى ان الطفل اذا لم تلبي رغبته يصرخ بقوة و يبكي ويرمي نفسه على الارض واحيانا يدق راسه غضبا .

و لكن ماذا نفعل في مثل هذه الحالة ؟ و خصوصا اذا حدثت هذه المشكلة امام الناس او في مكان عام فالطفل يطلب حلوى او ايس كريم في  سوبر ماركت او لعبة ما  وعند رفض الاهل يبدا بالصراخ ومنعا للاحراج نرى ان الاهل يلبوا طلبه فقط لاسكاته وابعاد نظرات الناس .

اذا كيف نتحكم في هذه النوبات:

الابحاث و الدراسات السلوكية على الاطفال تفيد بان تلبية رغبة الطفل عند الصراخ  و اعطاءه ما يريد هي السبب الرئيسي لجعل هذا التصرف يستمرمرة واحدة يفعلها الطفل و تصبح عنده عادة  فيعلم ان اسهل طريقة لفعل ما يريد هو الصراخ و الغضب .

ماذا نفعل ؟

1- كن هادئا و لا تغضب واذا كنت في مكان عام لا تخجل وتذكر ان كل الناس عندهم اطفال و قد تحدث لهم مثل هذه الامور.

2- ركز على الرسالة التى تحاول ان توصلها الى طفلك . وهى ان صراخك لا يثير أي اهتمام او غضب بالنسبة لي و لن تحصل على طلبك.

3- لا تغضب و لا تدخل في حوار مع طفلك حول موضوع صراخه مهما كان حتى لو بادرك بالاسئلة.

4- تجاهل الصراخ بصورة تامة  و حاول ان تريه انك متشاغل في شئ اخر و انك لا تسمعه لو قمت بالصراخ في وجهه انت بذلك اعطيته اهتمام لتصرفه ذلك ولو اعطيته ما يريد تعلم ان كل ما عليه فعله هو اعادة التصرف السابق .

5-اذا توقف الطفل عن الصراخ و اصبح هادئا اغتنم الفرصة واعطه اهتمامك واظهر له انك سعيد جدا لانه لا يصرخ واشرح له كيف يجب ان يتصرف ليحصل على ما يريد مثلا ان ياكل غذاءه اولا ثم الحلوى او ان السبب الذي منعك من عدم تحقبق طلبه هو ان ما يطلبه خطير لا يصح للاطفال.

6-اذا كنت ضعيفا امام نوبة الغضب امام الناس فتجنب اصطحابه الى السوبر ماركت او السوق او المطعم حتى تنتهي فترة التدريب ويصبح اكثر هدواء .

7- ومن المفيد عندما تشعر ان الطفل سيصاب بنوبة الغضب قبل ان يدخل في البكاء حاول لفت انتباه على شيء مثير في الطريق اشارة حمراء او صورة مضحكة او لعبة مفضلة.
8- لا تفكري باستخدام الطرق المنطقية مع الطفل وهو في هذه الحالة فهو لا يسمعك مطلقاً، بل لا يريد أن يسمعك.
9- تنتهي نوبة الغضب لدى بعض الأطفال سريعاً إذا ما تم الإمساك بهم بإحكام، لكن هذا الإجراء قد يؤدي إلى تفاقم الحالة لدى البعض الآخر.
10-  حالما تتأكدين من أن الطفل سوف لن يؤذي نفسه أو يحطم الأشياء من حوله، غادري المكان إذا كان ذلك ممكناً، فبعض حالات الغضب تكون مقصودة عندما يريد الطفل أن يحقق غرضا ما، لذلك سيكون تجاهله مجديا في بعض الأحيان.
 و اخيرا
علينا ان نبقي نصب اعيننا نقطة هامة دائما مرة واحدة فقط كافية ليتعلم الطفل انه اذا صرخ و بكي و اعطى ما يريد عاود لتصرفه مرة اخرى.
الاديان السماوية و الكذب :
ففي الاســــــلام حثنا الرسول صلي الله عليه وسلم علي عده اشياء لتجنب الغضب و هي:
1-     الاستعاذة بالله من الشيطان :
عن سليمان بن صرد قال : كنت جالساً مع النبي صلى الله عليه وسلم ، ورجلان يستبّان ، فأحدهما احمرّ وجهه واتفخت أوداجه ( عروق من العنق ) فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إني لأعلم كلمة لو قالها ذهب عنه ما يجد ، لو قال أعوذ بالله من الشيطان ذهب عنه ما يجد رواه البخاري ، الفتح 6/337 ومسلم/2610 .   وقال صلى الله عليه وسلم : إذا غضب الرجل فقال أعوذ بالله ، سكن غضبه صحيح الجامع الصغير رقم 695 .
2-    السكوت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا غضب أحدكم فليسكت ) رواه الإمام أحمد المسند 1/329 وفي صحيح الجامع 693 ، 4027 .
وذلك أن الغضبان يخرج عن طوره وشعوره غالباً فيتلفظ بكلمات قد يكون فيها كفر والعياذ بالله أو لعن أو طلاق يهدم بيته ، أو سب وشتم - يجلب له عداوة الآخرين . فبالجملة : السكوت هو الحل لتلافي كل ذلك .
3-     السكون : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا غضب أحدكم وهو قائم فليجلس ، فإن ذهب عنه الغضب وإلا فليضطجع ) .
4-    حفظ وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم : عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني قال لا تغضب . فردّد ذلك مراراً ، قال لا تغضب رواه البخاري فتح الباري 10/456 .
5-    "لا تغضب ولك الجنة" حديث صحيح
6-    معرفة الرتبة العالية والميزة المتقدمة لمن ملك نفسه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ( ليس الشديد بالصرعة ، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ) رواه أحمد 2/236 والحديث متفق عليه .

و في المســــيــحــيـة:
"الحقد والغضب كِلاهما رجسٌ، والرجل الخاطئ متمسك بهما" (سفر يشوع بن سيراخ (27-32)
"لأَنَّ غَضَبَ الإِنْسَانِ لاَ يَصْنَعُ بِرَّ اللهِ" رسالة يعقوب (1:20)
"لِيَكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُسْرِعًا فِي الاسْتِمَاعِ، مُبْطِئًا فِي التَّكَلُّمِ، مُبْطِئًا فِي الْغَضَبِ، لأَنَّ غَضَبَ الإِنْسَانِ لاَ يَصْنَعُ بِرَّ اللهِ" رسالة يعقوب (1:19,20)
"كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلًا يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ، وَمَنْ قَالَ لأَخِيهِ: رَقَا، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْمَجْمَعِ، وَمَنْ قَالَ: يَا أَحْمَقُ، يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ نَارِ جَهَنَّمَ" (أنجيل متي (5:22)
"اَلْحَجَرُ ثَقِيلٌ وَالرَّمْلُ ثَقِيلٌ، وَغَضَبُ الْجَاهِلِ أَثْقَلُ مِنْهُمَا كِلَيْهِمَا" (سفر الأمثال (3:27)
"لاَ تُسْرِعْ بِرُوحِكَ إِلَى الْغَضَبِ، لأَنَّ الْغَضَبَ يَسْتَقِرُّ فِي حِضْنِ الْجُهَّالِ" (سفر الجامعة (7:9)

المراجع:
موسوعة الطفل
mynono.com
St-takla.org
almoslim.net
islamqa.info
M.M.Elansary


تعليقات