عناد الاطفـــــــــــــــــــــال


من منا لا يتعامل يوميا او بشكل يومي مع الاطفال سواء كنا اباء وامهات او مدرسين او من خلال تعاملنا مع ابناء اخواتنا واخوانينا او ابناء جيراننا او زملائنا, فنلاحظ طرق تفكيرهم و سلوكياتهم المختلفة,  فعالم الاطفال مليئ باشياء كثيرة مختلفة و متشابكة، فعلي سبيل المثال مشاكلهم العديدة والتي  في بعض الاحيان لا نعلم الطرق السليمة لمواجهتها و كيفية التعامل معها بالطرق السليمة علما بان هؤلاء الصغار مثل النبتة التي نسقيها و نهتم بها كي تنمو لنستفيد منها فلذلك علينا القيام بهذا مع هؤلاء الصغار لانهم في المستقبل سيصبحون جزءا من مجتمع كبير يؤثرون و يتأثرون معه و نظرا لذلك نريد ان نعرف كيفية التعامل في مثل هذه المواقف فسوف نقوم بعرض اهم المشاكل التي نواجهها معهم و كيفية التعامل معها و الطرق الصحيحة لعلاج تلك المشاكل , واهم تلك المشاكل هي مشكلة العناد:


مشكلة العناد والتمرد على الأوامر وعدم الطاعة :


العناد هو عصيان الطفل للأوامر وعدم استجابته لمطالب الكبار، والعناد من اضطرابات السلوك الشائعة ، وقد يحدث لفترة وجيزة اومرحلة عابرة أو يكون صفة ثابتة في سلوك وشخصية الطفل.

سن العناد

تحدد الدراسات العلمية سن ظهور العناد بالسنة الثانية والنصف وينتهي مع السنة الخامسة وتكون الذروة بين السن الثالثة والرابعة، ويعتبر العناد في هذه الحالة طبيعياً ويزول كذلك بصورة طبيعية، بشرط أن يحسن الوالدان كيفية التعامل مع طفلهم، وعند التصرف السيء في علاج هذه الظاهرة تظهر مشاكل عديدة في حياة الطفل تؤثر في الحال وفي المستقبل، كما أنه يحول هذا العناد الطبيعي إلى عناد سيء مفرط، وقد تطور فترة بقائه إلى سنوات عديدة تظهر كمشاكل دراسية يعاني منها المدرسون في المدرسة والآباء في المنزل.

أسباب مشكلة العناد لدى الطفل

·        إصرار الوالدين على تنفيذ اوامرهما الغير متناسبة مع الواقع كطلب الأم من الطفل أن يرتدي الملابس الثقيلة مع إن الجو دافئ مما يدفع الطفل للعناد كردة فعل .
·        رغبة الطفل في تأكيد ذاته واستقلاليته عن الأسرة خاصة إذا كانت الأسرة لا تنمي ذلك الدافع في نفسه.
·        القسوة فالطفل يرفض اللهجة القاسية ويتقبل الرجاء ويلجأ للعناد عندما يتدخل الوالدين في كل صغيرة وكبيرة في حياته ويقيدانه بالأوامر التي تكون أحيانا غير ضرورية فلا يجد الطفل من مهرب سوى بالعناد.
·        تلبية رغبات الطفل ومطالبه نتيجة العناد تدعم هذا السلوك لديه فيتخذ هذا السلوك لتحقيق أغراضه ورغباته.
·        إظهار الضعف والاستسلام أمام الطفل على أنه لا يقدر أحد على عناده.
·        الكذب على الأولاد وعدم الوفاء لهم بالوعود التي أخذها الأب أو الأم على عاتقه بأن ينجزها لهم.
·        إحراج الطفل أمام الآخرين يؤثر عليه نفسيًا واجتماعيًا ويجعله كثير التبرم والاحتجاج.
·        حرمان للطفل من احتياجاته، وتركه للرفقة السيئة، فيتطبع بطباعهم، ويتخلق بأخلاقهم السيئة، فإذا أراد أهله توجيهه رفض السمع والطاعة وأصر على موقفه وعناده.
·        ظهور سلوكيات العناد من الأبوين أمام الأبناء القدوة السيئة ، فيقلدون أهلهم، وأكثر ما يتميز به الأولاد ظاهرة التقليد لأفعال الآخرين.

و لعلاج مشكلة العناد ما يلي :

ü     تجنب الإكثار من الأوامر على الطفل وإرغامه على أطاعتك وكن مرنا في إلقاءك الأوامر فالعناد البسيط يمكن أن نغض الطرف عنه مادام انه لا يسبب ضرر للطفل وخاطب الطفل بدفء وحنان فمثلا : استخدم عبارات يا حبيبي آو يا طفلي العزيز .
ü     احرص على جذب انتباهه قبل إعطاءه الأوامر.
ü     تجنب ضربه لأنك ستزيد بذلك من عناده وعليك بالصبر فالتعامل مع الطفل العنادي ليس بالأمر السهل إذ يتطلب استخدام الحكمة في التعامل معه.
ü     ناقشه وخاطبة كانسان كبير ووضح له النتائج السلبية التي نتجت من أفعاله تلك.
ü     إذا اشتد عناده الجأ للعاطفة وقل له ( إذا كنت تحبني افعل ذلك من اجلي .)
ü     إذا لم يجدي معه العقل ولا العاطفة احرمه من شيء محبب إليه كالحلوى أو الهدايا وهذا الحرمان يجب أن يكون فورا أي بعد سلوك الطفل للعناد ولا تؤجله .
ü     وضح له من خلال تعابير وجهك ومن خلال معاملتك انك لن تكلمه حتى يرجع.

مـــــــلاحظة :
لا تنس إن الطفل عندما يمر عبر مراحل نموه النفسي انه تظهر لديه علامات العناد وهذا شيء طبيعي يشير إلى مرحلة طبيعية من مراحل النمو وهذه المرحلة تساعد الطفل على الاستقرار واكتشاف نفسه و إمكاناته وقدرته على التأثير في الآخرين وتمكنه من تكوين قوة الأنا فليس كل عناد مرضي أو يستلزم العلاج .


و عن رأي الدين يقول طارق سويدان:
نرشد الأبوين أولاً إلى أن الرفق سبيل الوصول إلى الهدف المأمول والرفق مأمور به شرعًا، فعن عائشة رضي الله عنها أن النبي قال «إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه»، رواه مسلم وقال رسول الله «والله يعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه» رواه مسلم.

فعلى المربين الترفق مع الأولاد بعيدًا عن الجو المشحون بالعصبية والعنف، ونطمئن الآباء والأمهات إلى أن الطفل ليس مولودًا عدوانيًا، وإنما ولد على الفطرة السوية؛ لقول رسولنا «ما من مولود إلا يُولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه» رواه البخاري.

وتكون هذه السلوكيات حالات عارضة لا يفعلها الطفل بالمفهوم الذي يعرفه الكبار، وإنما تبدو منه عفوية . لكم بعض النصائح منه:

1- الابتعاد عن تمييع الطفل وتدليله بطريقة يريد فيها أن يقضي ما هو قاض، ولا بد من الموازنة بين عدم القسوة عليه، وبين الابتعاد عن تمييعه وتدليله؛ لقوله «ولا يجني والد على ولده» صحيح الجامع، ويقول «علقوا السوط حيث يراه أهل البيت» صحيح الجامع.

2- عدم التدخل المباشر المرهق في كل صغيرة وكبيرة من حياة الطفل، وتجنب كثرة نقده وتوبيخه وإحراجه أمام الآخرين، ويستفاد هنا من غيرة الأطفال بعضهم من بعض، بأن يُمدح أمامه طفل مَّا بأنه يسمع ويطيع لأبويه ولا يخالفهما، وكثير من الآباء يضيق على أولاده، لماذا تجلس هكذا؟ لماذا تمشي هكذا إلخ

3- تجنب التعدي على ممتلكات الطفل من اللعب والهدايا التي يعتز بها ؛ لأن ذلك يثير كوامن في نفسه ويدفعه إلى العدوان والعناد، والثأر والانتقام.

4- ينبغي أن يكون هناك موازنة بين عدم حرمان الطفل من إشباع غرائزه وطفولته، وبين عدم تلبية كل طلبات الطفل بحيث يصعب بعدها الاعتذار له، فلا تحرم الطفل حرمانًا شديدًا، فإن هذا يكسر نفسه ويحرق سلوكه، ولا تلبِّي كل رغباته، فيصعب المنع عند اللزوم.
5- تعليمهم بالقصص الهادفة التي يفهمون منها الطاعة والامتثال ويستحسن أن يُجرى لهم مسابقة وأسئلة فيما سمعوا، ويكافأ الفائز، والذي يسلك سلوكًا يوافق الفهم الصحيح تزيد مكافأته، وأول ذلك الثناء عليه أمام إخوانه وأقرانه لتشجيعهم واستزادته هو من حسن السلوك.
6- تجنبي اللجوء إلى العقاب اللفظي أو البدني كوسيلة لتعديل سلوك العناد عند الطفل

و هناك بعض التقنيات للتعامل مع الطفل العنيد:

  التوجيه بالقصة: 
والتوجيه بالقصة من أهم أساليب التعامل مع الطفل العنيد، حيث نتحدث معه عن الصفة السيئة ونتحاور معه بشأنها دون صدام أو تحدٍ.
وخير ما يقصه المربي على الطفل، هو قصص الأنبياء وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وبطولات الصحابة ، ففي تراثنا العديد ممن يقتدى بهم، وهذا يربط الطفل بدينه ويعزز لديه الانتماء، كذلك يكتسب من خلاله الصفات الصالحة التي تخلق بها هؤلاء الأكابر، كما يغرس فيه كراهية الكفر والنفاق ومساوئ الأخلاق من خلال سياق القصة وجهاد هؤلاء مع الجاهلين والمعاندين.
ولابد من استخدام المؤثرات الصوتية والتفاعل بالملامح وحركات الأيدي ليزداد تأثيره في الطفل ويشد انتباهه، كذلك لابد أن نهتم بأساليب التشويق والإثارة.
كذلك يمكن لنا أن نحول المشاكل اليومية إلى كنايات، فنجعل (الحصان) المهذب يتعامل مع (الذئب) الكذاب، وذكاء الطفل الحاد يجعله يعرف المقصود بالكناية، ولكنه يظهر ذلك بابتسامة ويتفعال بقوة مع المربي منتقدا تصرفات نفسه.

 التحدث عن عالم الغيب والجنة والنار والملائكة والشيطان.
وهو أسلوب مهم جدا ، فالطفل يرسخ في ذهنه المفاهيم التي يتعلمها في الصغر ولا يصح الالتفات إلى أقوال علماء النفس أن الطفل لا يستوعب مسائل الغيب في السن الصغيرة، لأن الطفل خياله خصب جدا ويمكنه أن يستوعب هذه الأمور لا سيما أنها موافقة للفطرة.
كذلك فالحديث عن الشيطان ينقل العناد من مواجهة مع الام إلى مواجهة مع الشيطان وعناد معه وكيد له.

 التحفيز
وهي حفز الطفل بمقابل سواء عن طريق اعطائه نقاط أو كوبونات أو علامات صواب في ورقة عند عمل شيء حسن او الاتفاق معه علي الخروج خارج المنزل الي مطعم او الي النادي ، وسحب ذلك منه عند الخطأ وفي النهاية يأخذ مقابل هذه النقاط التي جمعها جائزة معينة.
وهذا الأسلوب إذا تحتم استخدامه لابد أن يكون مؤقت وبحذر ،لأنه قد يدفع الطفل لعدم فعل السلوك الطيب إلا بمقابل ولا يجعله ينبع من داخله. بل يجعل الجائزة نصب عينه، فإذا حصل عليها ينتهي علاقته بالسلوك نفسه.
فلو جعلنا الجائزة هي الجنة ورضا الله ، والنقاط هي ما يكتبه ملك اليمين وما يكتبه ملك الشمال، مثلما في المسألة السابقة لكان هذا في رأيي أفضل.

 أسلوب الحَكَم الثالث:
وهو أن يجعل المربي بينه وبين الطفل حكما ، وليس المقصود أن يحتكم إلى شخص ثالث بل يتضح الأمر بالمثال:
» 
يرفض الطفل بشدة أن ينام في الموعد المحدد، وويتجاهل النداء ويقاوم ويفاوض ويحاول أن يحصل على أكبر قسط ممكن من وقت اللعب، إن مجرد الجدال مع الطفل أو تكرار الأمر مرة بعد أخرى يعني أن الطفل انتصر وحصل بالفعل على ما يبتغي وهو البقاء فترة أطول خارج الفراش، ولكن عندما نجعل جرس المنبه حكما بين المربي والطفل بحيث ينبه المربي الطفل قبل موعد النوم بوقت كاف (ربع ساعة مثلا) أنه عندما يصدر المنبه صوتا فهذا موعد النوم، وأنني لو وجدتك قد أنهيت جمع أغراضك قبل الموعد فسوف تحصل على 10 دقائق من اللعب قبل الذهاب للفراش، أو سأقص عليك قصة ما قبل النوم. فإذا رفض الطفل عند الموعد أن يذهب للفراش فإن المربي يحمله ويقول بصوت فيه آسف مفتعل، أنه مضطر لذلك لأنه حان الوقت .
الفرق بين مجرد حمل المربي لطفله مباشرة وبين أسلوب الحكم الثالث هو أن المربي يخرج من دائرة التحدي مع الطفل ولا يحمل له الطفل ضغينة بسبب إجباره على ذلك بشرط ألا يظهر المربي أي نوع من الشماتة أو الغضب، بل الشعور الذي ينبغي أن يظهره هو الأسف لأنه لايزال في جانب الطفل ولكن المتسبب في حرمان الطفل من وقت اللعب هو المنبه!.
و أخيرا
ينبغي أن يكون الآباء قدوة حسنة لأولادهم، فالأب والأم مرآة تنعكس فيها صورة أبنائهم.


المراجع:
الموسوعة النفسية للطفل
سيكولوجية الطفولة والمراهقة، د. عبدالعلي الجسماني
د. طارق سويدان مقال سلوكيات الاطفال.
Dr. Sears website A trusted resource for parent
M.M.Elansary


تعليقات

إرسال تعليق